استراتيجية الانفتاح الدولي

استراتيجية الانفتاح الدولي

لجامعة العربي بن مهيدي أم البواقي

الديباجة:

    إن الانفتاح الدولي للجامعة له أهمية كبيرة، حيث يحفز التبادل الثقافي والفكري بين الباحثين والطلاب والمدرسين والإداريين من أصول مختلفة. و يوفر رؤية شاملة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مما يُعد أفراد الأسرة الجامعية لعالم مترابط. فالانفتاح الدولي للجامعة ينمي المهارات الثقافية في مجتمع عالمي، مما يسهل التكامل المهني والشخصي. و يحفز التنقل والتعاون الدولي البحث والابتكار من خلال تمكين المشاركة العالمية في تبادل المعرفة.

      من خلال إستراتيجيتها في الانفتاح على الصعيد الدولي، تلتزم جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي بضمان تحقيق أهدافها في التدويل ولعب دور مهم في المشهد العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي.

      لقد قامت جامعتنا باتخاذ العديد من الإجراءات في هذا الاتجاه. حيث وضعت إطارا توجيهيا مفصلا لسياسة الانفتاح على الصعيد الدولي. يتضمن هذا الإطار التوجيهي استراتيجيات محددة لتعزيز تنقل الطلاب والأساتذة والموظفين، وتعزيز الشراكات الدولية، ودمج منظور عالمي في برامجنا الأكاديمية، وتعزيز التنوع والاندماج في حرمنا الجامعي. ترافق كل استراتيجية بخطط عمل وتقييم وآليات متابعة لضمان تنفيذ فعال وقياس التقدم المحرز. بالإضافة إلى ذلك، فنحن ملتزمون بتوفير الموارد اللازمة لدعم تنفيذ هذه السياسة. ويشمل ذلك الاستثمار في التطوير المهني لموظفينا، وتوفير سبل الوصول إلى فرص التنقل الدولي لطلابنا وباحثينا، بالإضافة إلى تعزيز بنية تحتية وخدمات الدعم الخاصة بنا لاستقبال وفود طلابية وأكاديمية متنوعة. وتلتزم نيابة المديرية للجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والاتصال والتظاهرات العلمية في جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، بتوجيه مبادرات التدويل بشفافية، من خلال إعلام أفراد الأسرة الجامعية وشركائنا الخارجيين والأطراف المعنية، بالتقدم المحرز والفرص المتاحة للمشاركة في الأنشطة الدولية. من خلال اعتماد هذا النهج النشط للتدويل، تكون جامعتنا موضوعة بشكل جيد لتحقيق رؤيتها ولعب دور هام في المشهد العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي.

      ونتيجة لذلك، قامت جامعتنا بوضع إطار توجيهي لسياسة الانفتاح على الصعيد الدولي:

الرؤية المؤسساتية والالتزام

      ومن أجل تحديد رؤية واضحة وأهداف استراتيجية لتدويل جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي ، من الضروري اعتماد نهج مدروس وشامل. . ومن هذا المنطلق، يجب على جامعتنا أن تشرع في عملية تشاورية، تشمل جميع الأطراف المعنية، سواء كان ذلك الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين أو الباحثين أو أعضاء الإدارة. حيث ستسمح هذه المشاورة بجمع مجموعة كبيرة من وجهات النظر والتطلعات بشأن تدويل الجامعة. بالموازاة مع ذلك، يجب أن تتم مراجعة شاملة وتحليل للبيئة الدولية للتعليم العالي والبحث العلمي، مع الأخذ في الاعتبار الاتجاهات والتحديات والفرص العالمية.  وسيحدد هذا التقييم نقاط القوة والضعف الحالية لجامعتنا في التدويل، من خلال فحص برامجها الحالية والشراكات الدولية والموارد المتاحة والقدرات المؤسسية. وبناء على هذه المعلومات، ستتمكن جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي من تحديد رؤية ملهمة وطموحة لتدويلها، مع وصف واضح للدور الذي ترغب في لعبه على الساحة العالمية للتعليم العالي والبحث العلمي. وستدعم هذه الرؤية أهداف استراتيجية محددة وقابلة للقياس وواقعية، تتماشى مع رسالة وقيم جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي. ومن الضروري إيصال هذه الرؤية والأهداف بشفافية وشمولية إلى مجتمع الجامعة بأكمله، وبالتالي تعزيز الشعور بالالتزام والملكية الجماعية تجاه هذه الأهداف الطموحة. ومن خلال اتباع هذا النهج، ستكون جامعتنا قادرة على إرساء أسس متينة لعملية التدويل، وضمان النمو المستدام والنجاح في سياق عالمي متغير في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

تطوير العلاقة مع القطاع الاجتماعي والاقتصادي

      تلتزم جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي بتعزيز علاقاتها مع القطاع الاجتماعي والاقتصادي بهدف تعزيز الشراكات المثمرة والمبادرات المبتكرة. ولتحقيق هذا الهدف، فإن جامعة العربي بن مهيدي تشجع بقوة التعاون مع الشركات والمؤسسات الأخرى في القطاع الاجتماعي والاقتصادي. ويمكن أن يتخذ هذا التعاون أشكالاً مختلفة، بما في ذلك الشراكات البحثية التي تهدف إلى حل الاشكاليات المعقدة وتشجيع الابتكار. بالإضافة إلى ذلك، تشجع جامعتنا على إقامة برامج التدريب والتوظيف، وبالتالي توفر لطلابها فرصًا قيمة لاكتساب الخبرة المهنية في بيئات العمل التطبيقي الواقعي وتطوير مهاراتهم المهنية.

       كما ينبغي على جامعة العربي بن مهيدي في أم البواقي تشجيع مشاريع الابتكار، مما يسمح للباحثين من جامعتنا بالتعاون مع الشركات الاقتصادية والاجتماعية  لتطوير تقنيات أو منتجات أو خدمات جديدة. ويهدف هذا النهج التعاوني بين جامعتنا والقطاع الاجتماعي والاقتصادي إلى خلق تآزر مفيد لجميع الأطراف المعنية، مع تعزيز نقل المعرفة وخلق قيمة مضافة للمجتمع. ومن خلال دعم مثل هذا التعاون، تسهم جامعتنا بنشاط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وخارجها، بينما تقدم لطلابها وباحثيها فرصًا ثمينة لتطوير مهاراتهم المهنية.

الحركية الدولية الأكاديمية إلى الداخل و الى الخارج

    لتشجيع تنقل الطلاب والموظفين، يجب على جامعة العربي بن مهيدي في أم البواقي اتخاذ العديد من الإجراءات الاستراتيجية. من خلال، إقامة إتفاقيات وشراكات مع الجامعات الأجنبية لتسهيل التبادل الأكاديمي وتعزيز برامج الدراسة المشتركة. ثم تقوم بتفعيل مكتب الحركية الدولية المسؤول عن تنسيق برامج التبادل والتدريب في الخارج، وبالتالي ضمان الإدارة الفعالة لهذه المبادرات. كما يجب أن تلتزم جامعتنا بوضع برامج وتعزيز فرص التنقل للطلاب والموظفين بشكل فعال، وتوفير معلومات واضحة وتشجيع مشاركتهم في هذه البرامج. وتهدف هذه الإجراءات إلى إثراء الخبرة الأكاديمية والمهنية لأعضاء مجتمع الجامعة، مع تعزيز الروابط الدولية لجامعتنا.

الشراكات والانخراط في الشبكات الدولية

       في إطار جهودها لتعزيز علاقاتها الدولية، تركز جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي على إقامة شراكات استراتيجية مع المؤسسات الأجنبية تماشيا و التوجهات الدولية للدولة الجزائرية. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من اتخاذ العديد من الإجراءات، من خلال، تحديد المؤسسات الشريكة المحتملة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبالتالي تعزيز التعاون في مجالات محددة من البحث والتعليم. بعد ذلك، تبدأ الحوارات و المناقشات لإضفاء الطابع الرسمي على هذه الشراكات وإبرام اتفاقيات تعاون متبادل، وبالتالي ضمان تعاون دائم ومثمر. كما بتعين تنظيم فعاليات التواصل الدولية، مما يوفر فرصًا للالتقاء والتبادل مع الشركاء الحاليين والمحتملين، بهدف تعزيز العلاقات وتعزيز التعاون الجديد. وتهدف هذه الإجراءات إلى إثراء المشهد الأكاديمي والعلمي لجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي من خلال تعزيز التبادلات الدولية والتعاون مع المؤسسات ذات السمعة والشهرة العالمية.

تعزيز التنوع والشمول

       يجب على جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي أن تلتزم بشكل فعال بتعزيز التنوع الثقافي داخل حرمها الجامعي من خلال مجموعة من الإجراءات. الهدف الرئيسي هو خلق بيئة شاملة حيث يتم الاحتفاء بالتنوع الثقافي وتقديره. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من تنفيذ العديد من المبادرات. حيث ينبغي تنظيم الفعاليات الثقافية والأنشطة التوعية بالتنوع الثقافي بانتظام، مما يتيح لأفراد مجتمع الجامعة فرصًا لاكتشاف ثقافات مختلفة ومشاركة ثقافاتهم. وبعد ذلك، يتم توفير خدمات دعم مخصصة للطلاب الدوليين، بهدف تسهيل اندماجهم ورفاهيتهم في الحرم الجامعي.

      بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع برامج المنح الدراسية والمساعدات المادية المحددة لدعم التنقل الخارجي للطلاب في جامعتنا. تبرز هذه الإجراءات التزام جامعتنا بالتنوع والشمول، وتهدف إلى خلق بيئة غنية ومحفزة لجميع أعضائها.

تكوين وتطوير الموظفين

       الهدف الرئيسي هو تعزيز المهارات الوظيفية و الثقافية لموظفي جامعتنا، وبالتالي إعطاء الأهمية لتطور وللتنوع في بيئة أكاديمية معولمة. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات من خلال، توفير دورات تدريبية حول التطور الوظيفي وإدارة التنوع والتواصل الثقافي، مما يسمح للموظفين باكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للعمل بفعالية في سياق متعدد الثقافات.

       ينبغي لجامعتنا أن تشجع بنشاط المشاركة في المؤتمرات الدولية والتكوين والتدريب، وبالتالي توفير فرص التعلم وتبادل الخبرات مع المهنيين من جميع أنحاء العالم. ثم يتم وضع برنامج توجيه لدعم التطوير المهني للموظفين المشاركين في الأنشطة الدولية، وتوفير الموارد المالية والدعم والتوجيه لتعزيز تطورهم المهني في سياق دولي. وتؤكد هذه الإجراءات التزام جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي بالاستثمار في تنمية مواردها البشرية وتعزيز ثقافة التعاون والانفتاح الدولي حسب التوجهات الأساسية للوزارة الوصية و الدولة الجزائرية.

التقييم والتحسين المستمر

      يجب على جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي تقييم و متابعة قدمها في مجال الانفتاح الدولي، بهدف ضمان التقدم و التطور المستمر والتكيف الفعال للاستراتيجيات المتخذة. و لتحقيق ذلك، يجب على جامعتنا أن تقوم بتقييم دوري لمدى تنفيذ سياساتها وبرامجها، مع تحليل النتائج واستخلاص الدروس المستفادة. حيث يتم وضع مؤشرات الأداء من أجل قياس تأثير مبادرات التدويل، مما يسمح بإجراء تقييم موضوعي للنتائج التي تم الحصول عليها. وبعد ذلك، يجب إجراء استطلاعات و تقييمات دورية منتظمة لتحديد مجالات التحسين، مما يسمح لجامعتنا بتحديد نقاط القوة والضعف واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء وتوفير المعلومات الأساسية لتوجيه الجهود المستقبلية.

      كما تستخدم نتائج هذه الاستطلاعات و التقييمات لتحسين وتعديل الاستراتيجيات وخطط العمل، مما يضمن اتباع نهج تكيفي واستباقي للتدويل الجامعي. ويضمن هذا النهج بقاء جامعتنا على المسار الصحيح لتحقيق أهدافها والحفاظ على التزامها بالتميز في سياق عالمي دائم التغير.

التواصل والتوعية

       تولي جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي أهمية كبيرة للتواصل الشفاف في مبادرات التدويل الخاصة بها، وذلك بهدف إعلام مجتمعها الجامعي بشكل فعال. ولتحقيق هذا الهدف، تتم مشاركة معلومات التدويل والموارد ذات الصلة على موقع جامعتنا وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضمن سهولة الوصول إلى هذه المعلومات لجميع أفراد المجتمع. كما ينبغي تنظيم الندوات وورشات العمل بانتظام لإطلاع مجتمع الجامعة على الفرص الدولية المتاحة، وبالتالي تعزيز المشاركة النشطة والفهم المتعمق لمبادرات التدويل.

        من هنا وجب الاشارة الى أن جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي أقامت شراكات مع وسائل الإعلام من أجل الترويج لإنجازات الجامعة على المستوى المحلي، الوطني و الدولي، وبالتالي تعزيز مرئيتها وظهورها وتأثيرها في مجتمع الوطني و العالمي والتعليم العالي والبحث العلمي. وتهدف هذه الإجراءات إلى ضمان التواصل الشفاف والفعال بشأن جهود التدويل التي تبذلها جامعتنا، وبالتالي تعزيز الالتزام المتزايد والمشاركة النشطة من جميع الأفراد.

زر الذهاب إلى الأعلى